في مَجْلـِـسِ الأَمنِ انـبـَرَوْا قالَ الـنـَّبا مَدُّوا الحِصــَـــارْ قــَـدْ أَوْغـَـــلَ الحِقْدُ المَريــــرُ بــقـَلْبِ قــُرْصــــانِ البـــــــــــحَارْ والطـِّــفلُ ماجــدُ يَلْتَقـــــي فَيقـُــولُ يـا عَمْــرُو المـــآ في الــدَّرْبِ عَمْرًو أوْ نِزارْ           قي في عُيونِكَ كـالأُوَارْ(1) فـَيُجيبـُهُ عَــمـــْرٌو لَعَــمْـــــــري هَلْ نَســــــــــــيتَ وأَنتَ جَــــارْ في العامِرِيَّــــةِ قـــَتـَّلـــوا أَهْلي فـَمَا طَلَعَ النـَّهَــــــــارْ وَأَبي وَأُمّي، دَعْدُ أُخْــــــــــــــتي كُـلُّهُمْ هَجَـــــــــــروا الدِّيـــــارْ حَدَّقْــــتُ مِـنْ حَوْلـــــــــي مَلِـيـًّا لَـــمْ أجـدْ إِلاّ جــــــــــــــــــدارْ وَبَقيتُ أَرْنـو عَلَّهُــــــــــمْ  قــَدْ هِمْتُ وَجْهاً مِثـْلَ مَنْ إنـِّي مَلَلْتُ الاِنْتِظــــــــــــارْ        طافَ الفـَيَافي والقِفــَـــــــارْ  بالأمْسِ في نَوْمي أتـــــــا    جاءَتْ لِتَبْحثَ عَنْ حَــــوا         لا حِبــــْرَ لاَ أَقــــــْلامَ لاَ         في مَجْلسِ ٱللاّأَمْنِ قــَـــدْ ني طَيْفُ أُخْتي كالمَنـــــــارْ         ئِجهَا وَأشْيــاءِ الصِّغـــــــارْ        مِمْحَاةَ أَوْ حَتـّى سِــــــــوَارْ      غـَـدَرُوا كَما فَعَلَ التَّتـــــــارْ والمَسْرَحِيَّةُ ما انتـَــــهَتْ     فاسْمَعْ إلى مَا قـــَدْ جَرَى وَيَرُدُّ ماجدُ يَا أَخـــــــــي         إِنْ شــِئْتَ قــَدْ هَلَّ السَّنــا أَبَداً بــإسْــــــدالِ السِّــــــتارْ        قــالَ النــــــَّبا مَدُّوا الحِصَارْ     أَفْديـــكَ في يَـــدِكَ الخِــــيارْ           أوْ شِئْتَ قَدْ رَحَلَ القِطارْ(2)  فــَأنـا أبـيٱغْتالـوهُ وَهْــوَ يَكِـدُّ في قـَطْــــــــــــفِ الثـِّمـــــــــــــــارْ نـَفَثـُــوا سُـمُومَهُمو عَلـى    فاَنــْظُر إلى تِلْكَ العَــــواَ  ســَـتــَدُكُّ أَرْكـانَ الظَّــلا حَقْلي، عَلى طَيْرِ الكَنــَـــــارْ      صِــفِ بـَرْقُها عَــــزْمٌ وَثــَارْ            م ِتــُحيلُهُ نُــوراً وَنـــــــــــارْ وَتــُحَطِّـمُ الأَسْــوارَ والجُـدرْانَ تَخْــــــــتَرِقُ الدَّمـَـــــــــــــــــــــارْ   وَعَلـــى ضِـــفافِ الرَّافِدَيْــنِ شــَـهيدُنا نــَفــَضَ الغـُــــــــــــــــــبَارْ        قــَدْ كُــنْتُ أَفْعـَلُ مثـلَ ذلـِكَ قَـبْلَ أنْ جَـــــــــاءَ التَّــتــــــــــــــــــارْ إِنــْسـانــُهُـمْ مَهـزُومُ حَتــّى لــَو جَنـَوْا أَلْـفَ ٱنتِصــــــــــــــــــــــارْ مَا فــَــتَّ في عَضـُدي إِذا قـالَ النـَّبا مَدّوا الحِــصَـــــارْ     1994   (1) الأُوار: حَرُّ الشمس والنار                   (2) السَّنا: الضياء